أن ما يشهده الوضع الأمني حاليا، خاصة من جانب تفكيك خلايا الدعم و الإسناد، أو ما يعرف بالخلايا النائمة من طرف المصالح الأمنية الخاصة، قد ساهم بشكل كبير في تضييق ومحاصرة مخططات الجماعات المسلحة، مما أدى إلى تراجع نشاطها الإرهابي بمنطقة الوسط منها ولاية بومرداس.
و تشير الأرقام لدى مصادرنا؛ إلى تفكيك أزيد من 16 خلية نائمة، تم اعتقال ما يقارب 60 شخصا خلال الشهرين الفارطين، بتهمة دعم و اسناد الجماعات الإرهابية، وهي الاعتقالات التي جاءت حسب مصادرنا، في إطار تكثيف جهود البحث عن هذه العناصر المسلحة التي أسفرت بعد التحقيق معها، عن نتائج ميدانية في مجال مكافحة الإرهاب، انطلاقا من المعلومات التي تدلي بها هذه العناصر المعتقلة حول ظروف عملها وتورطها مع الجماعات الإرهابية، من خلال تأمينها للإرهابيين معلومات حول تحركات رجال الأمن والجيش، و ضمان تنقلاتهم عبر المسالك الوعرة والمراقبة، إضافة إلى كونها الأعين التي لا تنام وتخدم مصالح الإرهابيين بالمعاقل.
وتضيف مصادرنا؛ بأن الضربات العسكرية الموجعة التي تلقتها عناصر التنظيم خلال الفترة الزمنية الوجيزة الماضية، قد جاءت اثر تفكيك هذه الخلايا النائمة ذات الصلة المباشرة بالجماعات الإرهابية، مما جعل مصالح الأمن والجيش تشن عمليات تفتيش وتمشيط مكثفة في إطار مخطط عسكري محكم، للتضييق على فلول الجماعات الإرهابية، آخرها ما يتم حاليا بكل من تيمزريت بيسر، بوشاقور و بوظهر بسي مصطفى، الشويشة بزموري، وسيدي علي بوناب على مستوى الناصرية، وكذا ميزرانة بأقصى شرق، وهذا لمطاردة فلول الإرهابيين الذين يتخذون من المواقع الشرقية والجنوبية الشرقية لبومرداس، معاقلا لهم ومنفذا من التضييق الأمني، إضافة إلى المراقبة المرورية من خلال تكثيف الحواجز وإقامة أخرى على مستوى نقاط معينة، وكذا تواصل العمل الاستخباراتي المنسق بين مختلف مصالح الأمن في مجال مكافحة الإرهاب.
هذه التعزيزات الأمنية المشددة؛ جعلت الجماعات الإرهابية خاصة تلك المنضوية تحت لواء كتيبتي " الأرقم " و" الأنصار " تعيشان حالة من الملاحقة والتضييق، ساهما في تراجع نشاطها الإرهابي بشكل كبير، ويظهر من خلال عجزها في تنفيذ عمليات انتحارية خاصة في شهر رمضان المنصرم، والتي اعتادت هذه الأخيرة فيه على غرار السنوات الماضية، التصعيد من اعتداءاتها الإرهابية وإراقة الدماء التي تحقق لها الصدى الإعلامي المرغوب فيه.
وقد تمكنت القوات المشتركة في إطار ذات العمليات المتواصلة، من القضاء على إرهابيين بغابة ميزرانة وآخر ببوظهر، إضافة إلى تدمير العشرات من الكازمات واسترجاع مؤونة وأغذية، فضلا عن محاصرة إرهابيين بكل من مازر بميزرانة والمنطقة الحدودية بين البويرة وبومرداس وسيدي علي بوناب.
و حسب مصادرنا دائما؛ فإن عجز الجماعات المسلحة في التصعيد من نشاطها الإرهابي المرغوب فيه، بسبب فقدانها لجماعات الدعم و الإسناد التي مثلت لها في وقت سابق، عاملا مهما في تحقيق أهدافها الخفية، قد تحولت بفعل القبض والاعتقالات التي لاتزال متواصلة نقمة عليها، مما جعل الجماعات الإرهابية تتخلى عن هذه الخلايا التي صارت تساهم في نخرها، وتتجه إلى طريقة المناورات الفردية،في شكل اعتداءات تستهدف فيها رجال الأمن والجيش ومقاومين.